للتاريخ حكايات وأسرار لايغفلها الزمان
لمدرسة السنية الثانوية تاريخ حافل بالذكريات التاريخية الحافلة تشهد عليها جدرانها ليس فقط لانها ومبانيها تحفة معمارية نادرة واثر تاريخي، بل لدورها الرائد في تحرير المرأة من ظلمة الجهل وخروجها لنور العلم والتعلم أسوة بالرجال..
أسسها الخديوي إسماعيل سنة 1873 منذ أكثر من 135 عاما وكان للأميرة »جشمة آمنت هانم« الزوجة الثالثة للخديوي دور هام في إقامة المدرسة من مالها الخاص.. بعدها نقلت تبعيتها إلي وزارة الأوقاف ثم إلي وزارة التربية والتعليم في مرحلة متأخرة.
في البداية كان يطلق عليها اسم مدرسة »السيوفية« للبنات وهو اسم مستمد من المنطقة الواقعة فيها.. وكانت تديرها ناظرات أجنبيات - بدأت الدراسة بالمرحلة الابتدائية بعدد 5 تلميذات فقط.. مما اضطر زوجة الخديوي »جشمة هانم« لأخذ فتيات الجواري البيض من بيتها ومن بيوت الأسر المالكة للتعلم في المدرسة.. وزاد الاقبال ووصل العدد إلي 286 تلميذة بين 7-11 سنة خلال 6 شهور.
وكانت البنات الدارسات يحصلن علي التعليم والمأكل والملبس وبدون أي نفقات.
وفي عام 1901 تم إدخال تعليم دبلوم المعلمات.. وتخرجت أول دفعة في عام 1903 طالبتان فقط هما »ملك حفني ناصف« المعروفة »بباحثة البادية« وفيكتوريا رياض عوض - وفي عام 1909 كانت المحاولة الأولي لتعليم الفتيات بالمرحلة الثانوية.
وتدريس الدين واللغة العربية، واللغة التركية، وجغرافيا مصر - نظام الموازين والمكاييل المصرية بالإضافة إلي تطبيقات في الحياه اليومية، والرسم والأشغال اليدوية والتدريب المنزلي.
التعليم.. قلة أدب!
أشهر خريجات المدرسة »هدي شعراوي«، »أمينة السعيد«، »فايدة كامل«، »سيزا نبراوي« أما نبوية موسي بنت محافظة الشرقية وبالتحديد الزقازيق في عام 1886، فقد حصلت علي شهادة البكالوريا عام 1907 من مدرسة السنية ولم تحصل أي فتاة أخري علي هذه الشهادة إلا بعد 21 عاما وعندما التحقت بالمدرسة لم تجد مساندة من عائلتها.. ووقتها كان ينظر له علي أنه قلة أدب، ولكن كانت تؤمن انه طريقها لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
وكان يوم حصولها علي شهادة البكالوريا حدثا جليلا.. وخصصت وزارة المعارف قاعة خاصة لتمتحن فيها بالمدرسة السنية.. وتجمع الناس امامها في انتظار خروج هذه الفتاة التي تحدث الجميع عنها وتقدمت لنيل هذه الشهادة وحصلت عليها بتفوق.. وشهدت من مدرسة السنية أول مظاهرة نسائية في عام 1919 وبمشاركة نبوية موسي.